لعل الكثيرين من متسلقي الجبال تمنوا تسلق قمة إفرست في جبال الهملايا...
كم واحد منهم نهض لهذه الأمنية وباشر العمل؟!
وكم واحد منهم كانت له هذه الأمنيات أحلام ليل وانتهت؟!
يقول مؤلف كتاب ”كيف أصبحوا عظماء“ سعد الكريباني:
في عام 1998 شاهدت في السينما عندما كنت في أمريكا فيلما
وثائقيا عن تسلق قمة جبل إفرست. إن مخاطر
تسلقها عظيمة جدا، مات الكثير من المتسلقين
دونها أو بين صخورها، والقبور كثيرة بين
جنباتها تشهد بذلك، ومع هذا صمم ذلك المتسلق
أن يصعد الجبل، هي أمنيته وهدف حياته
والأماني لا تتحقق إلا بالعمل الجاد والمثابرة
الدائمة.
شرع المتسلق في صعود الجبل الأشم
كثيرا ما توقعت سقوطه..
لكنه ظل يتسلق ويتسلق؟!
وفي النهاية..
وبعد صراع مع الموت..
ولمدة 10 أيام..
بلغ قمة إفرست..
وما إن حط المتسلق رجله على القمة..
ووضع علم بلاده عليها..
حتى دمعت عيناي..
الإنسان قهر الجبل..
لقد أدركت أن عملنا الجاد يصنع المستحيل“
الدنيا لا تعرف صاحب إنجاز..
ولا صاحب نجاح..
إلا إذا كان عاملا مثابرا..
لا ينام ملء جفنيه؟!
جاد ذو عزيمة.. خطواته ثابتة..
يعرف حق المعرفة أن قطرات الماء المتتابعة
تحفر أخدودا في الصخر الأصم..
العمل بلا يأس .. المثابرة بلا فتور
هوارد كارتر خبير الآثار والتاريخ
يجري دراساته للبحث عن كنز توت عنخ آمون المدفون في مكان ما في أرض مصر..
وبعد الدراسات المكثفة والاطلاع على مئات الأبحاث..
يحدد هوارد مكان الكنز..
عملية التنقيب هذه مكلفة جدا لابد لها من ممول؟!
لقد وجد هوارد ضالته..
وأقنع أحد المهتمين الأثرياء في دعم مشروعه وتمويله..
بدأ فريق عمل هوارد..
وبدأت الفؤوس تدق على المكان الذي حدده..
وبعد مضي أيام على حفر هذا المكان..
تبين أنهم في المكان الخطأ؟!
دخل هوارد خيمته وأخذ يعيد حساباته وقياساته..
هذه المرة لابد أن تكون قياساتي دقيقة..
عرف هوارد خطأه..
وحدد مكان آخر دلت الحسابات على صحته..
انتقل العمال إلى الموضع الجديد..
وبدأوا الحفر..
وبعد أيام؟!
تبين أنهم أيضا في المكان الخطأ؟!
لقد بدأت الشكوك تساور ممول المشروع عن كفاءة وخبرة هوارد في البحث والتنقيب؟!
لقد ضيع وقته؟! وأمواله؟! في عمل لا طائل من وراءه..
طلب هوارد الصبر والتريث من ممول المشروع..
فأعطاه فرصة أخرى..
أعاد هوارد حساباته وقياساته..
وبدأ الحفر..
وبعد العمل الجاد والحفر الدائم المستميت..
تبين أن كل الأماكن التي رسمها لعماله..
كانت خاطئة؟!
وهنا يصرخ ممول المشروع:
هيا يا هوارد لنرحل من هنا..
إنك حقا ضيعت وقتي؟! ومالي؟!
وبينما يجهز العمال أنفسهم للرحيل..
أخذ هوارد خريطة الوادي بسرعة..
وبدأ ينظر لها من جديد..
لابد أنه هنا..
سأجري آخر حساباتي لن أيأس..
وبسرعة يرسم هوارد آخر موضع للحفر..
ويحدد للعمال الموضع الأخير؟!
يسمع ممول المشروع بأمر هوارد لعماله بالحفر رغم كل المحاولات الفاشلة؟!
فيصرخ بوجه هوارد ويطلب منه الرحيل؟!
وعدم هدر المزيد من الجهد والمال؟!
كف عن هذا يا هوارد.. المحاولات كلها فاشلة؟!
سيدي؟! أعطني آخر فرصة..
فرصة واحدة فقط أرجوك؟!
حسنا يا هوارد
ثم يقول هوارد في هذه اللحظة المبكية:
وما كدنا نضرب معولا واحدا في الأرض؟!
في آخر جهد يائس؟!
حتى حققنا اكتشافا
فاق أحلامنا بكثير..
إنه كنز توت عنخ آمون
كان يحيى النحوي ملاحا يعبّر الناس في سفينته..
وكان يحب العلم كثيرا..
فإذا عبر معه قوم من دار العلم والدرس
التي كانت بجزيرة الإسكندرية..
أخذوا يتحاورون في مسائل العلوم وحلقات الدروس..
فكان يسمع كلامهم؟!
فتهش نفسه للعلم..
فلما قوي رأيه في طلب العلم فكر في نفسه
وقال:
قد بلغت نيفا وأربعين سنة؟!
وما ارتضيت بشيء..
ولا أعرف غير صناعة الملاحة..
فكيف يمكنني أن أتعرض لشيء من العلوم؟!
وفيما هو يفكر..
إذ رأى نملة قد حملت نواة تمرة وهي دائبة تصعد بها..
فوقعت منها فعادت وأخذتها؟!
ولم تزل تجاهد مرارا حتى بلغت بالمجاهدة غرضها..
فقال:
إذا كان هذا الحيوان الضعيف قد بلغ غرضه بالجد والمجاهدة
فالأحرى أن أبلغ غرضي بالمجاهدة..
فخرج من وقته وباع سفينته..
ولزم دار العلم..
وبدأ يتعلم النحو واللغة والمنطق..
فبرع بهذه الأمور..
لأنه أول من ابتدأ به..
فنسب إليها واشتهر بها..
لابد أن ..
نحدد أهدافنا..
ثم نمضي لها
كما مضى إليها هؤلاء..
نسترخص لها كل غال وعزيز..
ونعطيها أفضل أوقاتنا..
فالنعيم..
لا يدرك بالنعيم
وأن من آثر الراحة..
فاتته الراحة
فلا فرحة.. لمن لا هم له
ولا لذة.. لمن لا صبر له
ونسأل الله التوفيق ونتوكل عليه..
فإنه لن يضيعنا..
كم واحد منهم نهض لهذه الأمنية وباشر العمل؟!
وكم واحد منهم كانت له هذه الأمنيات أحلام ليل وانتهت؟!
يقول مؤلف كتاب ”كيف أصبحوا عظماء“ سعد الكريباني:
في عام 1998 شاهدت في السينما عندما كنت في أمريكا فيلما
وثائقيا عن تسلق قمة جبل إفرست. إن مخاطر
تسلقها عظيمة جدا، مات الكثير من المتسلقين
دونها أو بين صخورها، والقبور كثيرة بين
جنباتها تشهد بذلك، ومع هذا صمم ذلك المتسلق
أن يصعد الجبل، هي أمنيته وهدف حياته
والأماني لا تتحقق إلا بالعمل الجاد والمثابرة
الدائمة.
شرع المتسلق في صعود الجبل الأشم
كثيرا ما توقعت سقوطه..
لكنه ظل يتسلق ويتسلق؟!
وفي النهاية..
وبعد صراع مع الموت..
ولمدة 10 أيام..
بلغ قمة إفرست..
وما إن حط المتسلق رجله على القمة..
ووضع علم بلاده عليها..
حتى دمعت عيناي..
الإنسان قهر الجبل..
لقد أدركت أن عملنا الجاد يصنع المستحيل“
الدنيا لا تعرف صاحب إنجاز..
ولا صاحب نجاح..
إلا إذا كان عاملا مثابرا..
لا ينام ملء جفنيه؟!
جاد ذو عزيمة.. خطواته ثابتة..
يعرف حق المعرفة أن قطرات الماء المتتابعة
تحفر أخدودا في الصخر الأصم..
العمل بلا يأس .. المثابرة بلا فتور
هوارد كارتر خبير الآثار والتاريخ
يجري دراساته للبحث عن كنز توت عنخ آمون المدفون في مكان ما في أرض مصر..
وبعد الدراسات المكثفة والاطلاع على مئات الأبحاث..
يحدد هوارد مكان الكنز..
عملية التنقيب هذه مكلفة جدا لابد لها من ممول؟!
لقد وجد هوارد ضالته..
وأقنع أحد المهتمين الأثرياء في دعم مشروعه وتمويله..
بدأ فريق عمل هوارد..
وبدأت الفؤوس تدق على المكان الذي حدده..
وبعد مضي أيام على حفر هذا المكان..
تبين أنهم في المكان الخطأ؟!
دخل هوارد خيمته وأخذ يعيد حساباته وقياساته..
هذه المرة لابد أن تكون قياساتي دقيقة..
عرف هوارد خطأه..
وحدد مكان آخر دلت الحسابات على صحته..
انتقل العمال إلى الموضع الجديد..
وبدأوا الحفر..
وبعد أيام؟!
تبين أنهم أيضا في المكان الخطأ؟!
لقد بدأت الشكوك تساور ممول المشروع عن كفاءة وخبرة هوارد في البحث والتنقيب؟!
لقد ضيع وقته؟! وأمواله؟! في عمل لا طائل من وراءه..
طلب هوارد الصبر والتريث من ممول المشروع..
فأعطاه فرصة أخرى..
أعاد هوارد حساباته وقياساته..
وبدأ الحفر..
وبعد العمل الجاد والحفر الدائم المستميت..
تبين أن كل الأماكن التي رسمها لعماله..
كانت خاطئة؟!
وهنا يصرخ ممول المشروع:
هيا يا هوارد لنرحل من هنا..
إنك حقا ضيعت وقتي؟! ومالي؟!
وبينما يجهز العمال أنفسهم للرحيل..
أخذ هوارد خريطة الوادي بسرعة..
وبدأ ينظر لها من جديد..
لابد أنه هنا..
سأجري آخر حساباتي لن أيأس..
وبسرعة يرسم هوارد آخر موضع للحفر..
ويحدد للعمال الموضع الأخير؟!
يسمع ممول المشروع بأمر هوارد لعماله بالحفر رغم كل المحاولات الفاشلة؟!
فيصرخ بوجه هوارد ويطلب منه الرحيل؟!
وعدم هدر المزيد من الجهد والمال؟!
كف عن هذا يا هوارد.. المحاولات كلها فاشلة؟!
سيدي؟! أعطني آخر فرصة..
فرصة واحدة فقط أرجوك؟!
حسنا يا هوارد
ثم يقول هوارد في هذه اللحظة المبكية:
وما كدنا نضرب معولا واحدا في الأرض؟!
في آخر جهد يائس؟!
حتى حققنا اكتشافا
فاق أحلامنا بكثير..
إنه كنز توت عنخ آمون
كان يحيى النحوي ملاحا يعبّر الناس في سفينته..
وكان يحب العلم كثيرا..
فإذا عبر معه قوم من دار العلم والدرس
التي كانت بجزيرة الإسكندرية..
أخذوا يتحاورون في مسائل العلوم وحلقات الدروس..
فكان يسمع كلامهم؟!
فتهش نفسه للعلم..
فلما قوي رأيه في طلب العلم فكر في نفسه
وقال:
قد بلغت نيفا وأربعين سنة؟!
وما ارتضيت بشيء..
ولا أعرف غير صناعة الملاحة..
فكيف يمكنني أن أتعرض لشيء من العلوم؟!
وفيما هو يفكر..
إذ رأى نملة قد حملت نواة تمرة وهي دائبة تصعد بها..
فوقعت منها فعادت وأخذتها؟!
ولم تزل تجاهد مرارا حتى بلغت بالمجاهدة غرضها..
فقال:
إذا كان هذا الحيوان الضعيف قد بلغ غرضه بالجد والمجاهدة
فالأحرى أن أبلغ غرضي بالمجاهدة..
فخرج من وقته وباع سفينته..
ولزم دار العلم..
وبدأ يتعلم النحو واللغة والمنطق..
فبرع بهذه الأمور..
لأنه أول من ابتدأ به..
فنسب إليها واشتهر بها..
لابد أن ..
نحدد أهدافنا..
ثم نمضي لها
كما مضى إليها هؤلاء..
نسترخص لها كل غال وعزيز..
ونعطيها أفضل أوقاتنا..
فالنعيم..
لا يدرك بالنعيم
وأن من آثر الراحة..
فاتته الراحة
فلا فرحة.. لمن لا هم له
ولا لذة.. لمن لا صبر له
ونسأل الله التوفيق ونتوكل عليه..
فإنه لن يضيعنا..